إختلفت آراء وتعليقات متابعي الدراما الرمضانية على السوشيال ميديا بين مؤيد ومعارض لإنتاج أعمال عن شخصيات من التاريخ أمثال حسن الصباح والاستعانة بممثليين محبوبين لأداء أدوارهم.

لكن دعونا نتعظ من ان الله قد خلق النهار والليل، الأبيض والأسود، الخير والشر، سيدنا آدم وحواء والشيطان، ومنذ ان عصيا ربهما ، “قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ” [سورة الأعراف:24-25].

وإستمر الشيطان يوسوس لبنى آدم،
قتل قابيل اخيه هابيل وسيستمر الشيطان موجود بين البشر يوسوس لهم بحب الذات أو السلطة أو المال وفعل أى شئ طمعا فى تحقيق رغباته -إلا من إتقى الله.

وان لم يكتوى معشر البشر بالشر لما قدروا الخير والسلام. لذلك لطالما قدمت الدراما والسينما فى مصر والعالم أدوارا عن الشر والأشرار سواءا كانت الشخصيات خيالية من وحى المؤلفين أو حقيقية من صفحات التاريخ.

ولا يتم تجسيد هذه الشخصيات تمجيدا فيهم وإنما عبرة وعظة وتثقيف بالتاريخ وتوضيح غرائز البشر التى قد تدفعهم لابشع الجرائم الدموية. فمثلاً تم تقديم أعمال عن:
نيرون فى فيلم Quo Vadis – 1951.
الذى وجد مدينة روما، غير ملهمة لأشعاره، فأمر بحرقها.

أو هولاكو قائد المغول فى فيلم “المغول” الذى دمر بغداد وكان أحد سفاحين البشرية.

أو هيتلر فى فيلم “السقوط” وكيف تسبب فى مقتل عشرات الملايين أثناء الحرب العالمية الثانية.

أو عيدى أمين فى الفيلم الأمريكى “سقوط عيدى أمين” الذى تناول حقبة حكمه الدموى فى أوغندا.

أو حتى أعمالنا المصرية فى السينما والتليفزيون والمسرح عن السفاحتين الشهيرتين ريا وسكينة.

أو الأفلام عن الرسالات وما عاناه الأنبياء وماواجهوه من عداء من حكام أو معارضين أو كفار.
ولم يعد من الضرورى ان يقدم الشرير بملامح منفرة من صنع الماكياج، أو نظرات لئيمة أو صوت اجش أو حاجب مرفوع كما كان الحال فى الماضى. حتى ان كثير من الفنانين أو الفنانات إشتهروا بأداء أدوار شر لكن أحبهم المشاهدين.
استيفان روستى
زكى رستم
محمود المليجى
توفيق الدقن
عادل أدهم
صلاح نظمى
على الشريف وغيرهم
أو نجمة إبراهيم
زوزو حمدى الحكيم
زوزو نبيل
لولا صدقى
أو ملك الجمل و غيرهن

ولمن لا يوافق على ان يقدم ممثل محبوب دور الشرير، فدعونا نشرح ان مع الغوص فى النفس البشرية وتقدم فن التمثيل أصبح من الطبيعى ان يظهر الشرير في السينما الآن بأبعاد متعددة، وأصبحت دوافعه مركَّبة ومقبولة؛ فقد يبدأ المُشاهد بالتعاطف معه بل وربما يعجب به ليصدم مع تطور الأحداث وإنكشاف تطلعاته وسوء نواياه. فنستخلص العبرة والموعظة. ونحذر من أمثاله تماماً كما هو الحال مع إختيار كريم عبد العزيز للقيام بشخصية حسن الصباح بالوجه الهادئ بالرغم من تاريخه الدموى.
شهيرة النجار