قال العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير:
إن صاحب الكرامة لا يستأنس بتلك الكرامة، بل عند ظهور الكرامة يصير خوفه من الله تعالى أشد وحذره من قهر الله أقوى فإنه يخاف أن يكون ذلك من باب الاستدراج.
وأما صاحب الاستدراج، فإنه يستأنس بذلك الذي يظهر عليه، ويظن أنه إنما وجد تلك الكرامة لأنه كان مستحقا لها، وحينئذ يحتقر غيره، ويتكبر عليه، ويحصل له أمن من مكر الله وعقابه، ولا يخاف سوء العاقبة، فإذا ظهر شيء من هذه الأحوال على صاحب الكرامة دل ذلك على أنها كانت استدراجا لا كرامة
فلا جرم أن ترى المحققين يخافون من الكرامات، كما يخافون من أنواع البلاء، والذي يدل على أن الاستئناس بالكرامة قاطع عن الطريق وجوه
قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى !!
إنّ من اعتقد في نفسه أنه صار مستحقا لكرامة بسبب عمله، حصل لعمله وقع عظيم في قلبه، ومن كان لعمله وقع عنده كان جاهلا، ولو عرف ربه لعلم أن كل طاعات الخلق في جنب جلال الله تقصير، وكل شكرهم في جنب آلائه ونعمائه قصور، وكلّ معارفهم وعلومهم في مقابلة عزته حيرة وجهل !!
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
حقائق عن التصوف
شهيرة النجار